طنجة اليوم :و.م.ع
أكد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، أن الأشخاص المعتقلين في إطار أحداث أكديم إيزيك توبعوا بسبب قتلهم 11 عنصرا غير مسلح من الوقاية المدنية والقوات المساعدة والتمثيل بجثثهم، لا لأسباب مرتبطة بأي شكل من أشكال النشاط السلمي.
وأبرز التامك، في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، جوابا عن رسالة موقعة من 10 أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي موجهة إلى وزارة الخارجية الأمريكية بشأن نزاع الصحراء، أن متابعة معتقلي إكديم إيزيك لا تعود إلى أسباب متعلقة بنشاط سلمي، كما يزعم موقعو الرسالة، وإنما بسبب قتلهم 11 عنصرا غير مسلح من الوقاية المدنية والقوات المساعدة، والتمثيل بجثثهم.
وتساءل التامك في هذه الرسالة: “هل كان موقعو الرسالة العشرة ليتقبلوا اعتبار المتمردين الذين اقتحموا وخربوا مبنى الكونغرس وقتلوا عناصر من الشرطة متظاهرين سلميين؟”، واصفا الرسالة بأنها “في غير محلها ومضللة ومنحازة تماما”.
وفي ما يتعلق بوضعية السجون المغربية، أكد المندوب العام أن ظروف الاعتقال لائقة، مذكرا بأن هذا الأمر أكده المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون، الذي تربطه شراكة وثيقة وثابتة بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.
وأضاف التامك أن هذا الاعتراف تبرزه أيضا تقارير وزارة الخارجية الأمريكية المنشورة منذ سنة 2015، وشهادات المسؤولين الأمريكيين خلال الاجتماع الأخير المنعقد مؤخرا في واشنطن، في إطار الحوار الإستراتيجي المغربي-الأمريكي حول حقوق الإنسان.
وبخصوص إيواء السجناء، أكد المسؤول المغربي أن المندوبية حرصت على بناء منشآت سجنية جديدة تستجيب للمعايير الحديثة وتتلاءم مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه المنشآت من الجيل الجديد عبارة عن بنيات محكمة التصميم وتستجيب لمتطلبات الإصلاح وإعادة التأهيل؛ وذلك بهدف توفير مرافق مخصصة للخدمات الاجتماعية لتمكين النزلاء من الاستفادة من البرامج التعليمية والثقافية والرياضية والفنية.
وفي السياق نفسه، أشار التامك إلى إجراء تعديلات تقنية لتسهيل الولوج والاستجابة لاحتياجات بعض الفئات الهشة من نزلاء السجون، مثل الأشخاص المسنين والنزلاء ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا أن مؤسسات سجنية أخرى خضعت للتجديد والتوسعة من أجل زيادة القدرة الاستيعابية.
أما بخصوص معاملة النزلاء فأكد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن المندوبية تسهر على تمتيع السجناء بالحقوق التي يكفلها لهم القانون، ومعاملتهم بكرامة واحترام على أساس المساواة، ودون أي تمييز في الإيواء والرعاية الطبية والزيارات والمكالمات الهاتفية وباقي الأنشطة.
وأضاف المسؤول ذاته أنه من أجل تعزيز حقوق النزلاء وصون كرامتهم تخضع المؤسسات السجنية لمراقبة وطنية من طرف السلطات القضائية واللجان الإقليمية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية، موردا أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ارتباطا ببرامج إعادة التأهيل، وسعت نطاق إعادة إدماج النزلاء ليشمل برامج ومبادرات جديدة.
وأضاف المندوب العام أنه إلى جانب برامج التعليم ومحو الأمية والتكوين المهني والفلاحي والحرفي والفني، تم اعتماد برامج جديدة، من ضمنها منتديات وطنية وبرامج ثقافية ومؤتمرات علمية ومخيم صيفي للنزلاء الشباب.
وفي ما يتعلق بالمطعمة، وبهدف تحسين جودة الوجبات المقدمة للسجناء، فوضت المندوبية خدمة المطعمة لشركات خاصة متخصصة في إعداد الوجبات وفق دفتر تحملات محدد، بهدف بلوغ المستويات النوعية والكمية للعرض الغذائي، مع ضمان السعرات الحرارية اليومية اللازمة للسجناء، طبقا لمعايير الصحة والسلامة.
وعن الادعاءات المرتبطة برفض الولوج إلى الخدمات الصحية، أكد المسؤول أنه خلال سنة 2020 توصلت المندوبية بما مجموعه 332 شكاية مقابل 292 شكاية السنة الجارية (إلى غاية 30 شتنبر).
وأوضح التامك أنه حسب البحث فقد تلقى النزلاء المعنيون العلاجات الطبية الضرورية، لكنهم يرفضون الأدوية الموصوفة لهم ويطلبون وصفات طبية أخرى أو يفضلون الذهاب إلى المستشفى في وقت مخالف للموعد المقرر، وذلك حتى وإن كانت حالتهم الصحية لا تستدعي تدخلا عاجلا، مضيفا أن هؤلاء النزلاء يرغبون، في بعض الأحيان في تلقي علاجات غير موصوفة لهم من قبل الاطباء المعالجين