رغم أن مدينة طنجة أقدم من التاريخ ووجدت قبل مرحلة تدوينه ، ورغم موقعها المتميز في خريطة العالم كنافذة إفريقيا على أوروبا و مدخل ومخرج حوض البحر الأبيض المتوسط على المحيط الأطلسي و القارة الأمريكية ، وما تزخر به المدينة من مآثر تاريخية وباقي المميزات الأخرى لا توجد في أي مدينة مغربية أخرى ، إلا أن قطاع السياحة بطنجة تراجع بشكل كبير ، فما هو السبب؟.
الأسباب عديدة و متنوعة و أهمها هو تهميش المدينة من قبل السلطات العمومية منذ تحريرها من الإنتداب الدولي الذي كان مفروضا عليها وحرمانها من مجموعة من الإمتيازات التي كانت تتمتع بها كالإمتياز الضريبي ، وتسلط وحوش العقار على هدم المباني التاريخية وسرقتها وعدم صيانة وحماية ما تبقى منها ، ومسخ عمران المدينة الذي كان يجمع بين خليط من الحضارات التي عرفتها المدينة و تعاقبت عليها عبر التاريخ بصفتها ملتقى العالم ، و إرساء محله عمرانا لا علاقة له بطنجة و تاريخها ، و الأهم من هذا كله أن من يخطط للمدينة و يسيرها لا علاقة له بها و يجهل تاريخها و تراثها اللامادي .
المهم أن موضوع تراجع قطاع السياحة بطنجة متشعب و لا يمكن حصره بما سبق ذكره ، لكن كل من الجماعة الحضرية لطنجة ووزارة السياحة ووزارة الثقافة و جهات أخرى ذات الصلة كلها مسؤولة عن تراجع السياحة بالمدينة، الكل في نطاق القطاع الوصي عنه .