عبد العزيز ملول .، كامبو د شريف ، و الذاكرة الرياضية المنسية لطنجة
طنجة اليوم
الذاكرة الرياضية لطنجة تم مسخها و التلاعب فيها ، وساعد غياب التوثيق و الارشيف الرسمي لتاريخ الرياضة بطنجة الغرباء على صنع تاريخ رياضي وهمي و شخصيات كرتونية قدمت على كونها من رموز الرياضة بعاصمة الشمال ، وبالمفابل تم تهميش أسماء طنجاوية أعطت الكثير للرياضة بالمدينة ومارست رياضات فردية وجماعية لم تكن موجودة أصلا في المغرب ، وهذا إشكال آخر سنعود إليه مستقبلا .
هنا سنقف على إسم ترك بصمته في تاريخ كرة القدم المحلية ، ولكن مع الأسف التاريخ المزور الذي تم صنعه لم ينصف هذا الإسم ، بل تجاهله، الأمر هنا يتعلق بإبن حي المصلى المرحوم ملول.
يعد عبد العزيز ملول رحمة الله عليه من المسيرين الذين عاشوا الحقبة الجميلة لكرة القدم بمدينة طنجة ، حيث كان التنافس الكروي الشريف بالمدينة في حقبة طويلة من الزمان مقتصر بين نهضة طنجة التي تحولت فيما بعد إلى الإتحاد و بين علم طنجة وليس شباب علم طنجة ، إذ كان التنافس رياضيا و حادا ، و كانت المباريات التي تجمع الفريقين في بطولة القسم الوطني الثاني قمة في الإثارة و التشويق.
المرحوم عبد العزيز ملول كان هو رئيس فريق علم طنجة ، ورغم أنه كان موظفا بسيطا في وكالة توزيع الماء و الكهرباء ، إلا أنه كان يقاتل من اجل فريقه ، كان ينتحر و يصرف من ماله الخاص لتدبير شؤون فريقه ، في وقت لم تكن الإمكانات المادية متوفرة كما هو عليه الحال في الوقت الراهن ، و الحقيقة أن قصة عشق جميلة كانت تجمع الراحل قيد حياته بفريقه فريق العلم ، وكان ملعب مرشان شاهد عليها.
عند رحيله عن معشوقته “العلم ” تدهور حال الفريق ونزل إلى بطولة الهواة ، وتحول إسمه إلى شباب علم طنجة ، وهو يلعب حاليا في بطولة عصبة الشمال لكرة القدم.
عبد العزيز ملول لن ينساه التاريخ الرياضي بمدينة طنجة ، وسيظل إسمه خالدا بمداد من الفخر في سجل كرة القدم بالمدينة ، التي مع الأسف لا تنصف إلا البراني و السماسرة.
وعندما نضع أيدينا على شخصية عبد العزيز ملول ، لابد ان نتوقف تلقائيا عند الذاكرة الرياضية لأهم حي بطنجة ، و يتعلق الأمر بحي المصلى و ملعب ( كامبو د شريف ) ، وهي ذاكرة لو كانت في مدينة مغربية أخرى غير طنجة لتم صوتها و حفظها و التأمين عليها ، لكن غي طنجة كل الأشياء الجميلة التي ترمز لهويتها و مجدها و تاريخها العظيم تم طمسه و مسخه من طرف الغرباء الذين جعلوا من المدينة و العمل الجمعوي فيها جواز المرور للحصول على الجنسية عفوا الهوية الطنجاوية .