طنجة اليوم
نقف اليوم مع شخصية طنجاوية طبعت مسار الإعلام التلفزي بالمغرب في زمن الابيض و الاسود و أيضا في مرحلة التلفزة بالالوان ، اي قبل سطوع الثورة الرقمية في المشهد البصري الوطني ، حيث كان البث التلفزي يعتمد على الترددات الأرضية و ليس عبر البث الفضائي او الأنترنيت كما هو جاري به العمل حاليا..
الحديث هنا عن ( الكاميرمان) المرحوم عبد المجيد الزوكاري و الذي إنتقل إلى جوار ربه منذ اكثر من ثمانية سنوات ، حيث كان قيد حياته متقاعدا من الإذاعة و التلفزة المغربية بعد سنوات طويلة قضاها كمصور تلفزي ( كاميرمان) مكلفا بتغطيةى منطقة الشمال لفاىدة القناة الاولى و التي كانت ساعتها هي القناة التلفزية الوحيدة بالمغرب ، حيث كان المرحوم قيد حياته يقوم بتغطية الأنشطة الرسمية بعمالات و اقاليم مدن الشمال ، إضافة إلى الأحداث الإجتماعية و الثقافية و الرياضية و الفنية التي تعرفها طنجة و منطقة الشمال ، و كانت مهمته الإعلامية في تغطية الخبر بالصوت و الصورة ثم إرساله للمركز بالرباط مهمة صعبة للغاية ، لأنها تتطلب السرعة و الدقة ، و في مرحلة كان فيها إرسال الصورة المتحركة إلى التلفزة بالرباط تتطلب صبر أيوب ، ناهيك عن عملية ( المونطاج ) و غيرها من التقنيات المهارية التي تفرضها عملية إنجاز ةالخبر المرئي ، خاصة و أن هامش الخطأ في الإعلام الرسمى أيام سنوات الرصاص كان يكلف. صاحبه عقوبات قاسية ، و تكمن الصعوبة اكثر أن عملية ( المونطاج) كانت معقدة وتتم بوسائل يدوية ،عكس الوقت الحالي حيث عملية ( المونطاج) سهلة كشرب الماء.
و بعيدا عن عمله الصحفي كان المرحوم الحاج الزوكاري صاحب النكتة و طيب القلب ، و رجل المواقف الصعبة ، لا يجامل ولا ينافق احدا ، وهي أشياء جعلت الجميع يحترمه و يقدره .
تغمد الله الفقيد بشأبيب رحمته و ألحقنا به مؤمنين مسلمين.