غذا الثلاثاء ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال

طنجة اليوم : متابعة

يحتفي الشعب المغربي، غذا  الثلاثاء، بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، ففي ذلك   اليوم من السنة المشار إليها، تم تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال للعاهل الراحل محمد الخامس رحمه الله، وتم تسليم نسخة منها إلى الإقامة العامة الفرنسية وإلى ممثلي القوى الدولية آنذاك وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي آنذاك.

وحسب المصادر التاريخية، فإن الوثيقة تضمنت المطالبة بحصول المغرب على الاستقلال تحت ظل العاهل محمد الخامس رحمه الله ، والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الاستقلال، مع إحداث نظام سياسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربية والإسلامية بالشرق، تحفظ فيه حقوق وواجبات جميع مكونات الشعب المغربي.

وترمز هذه الذكرى، إلى الوفاء لرجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتمجيدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وإيمان عميق، وبقناعة بوجاهة وعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة.

وجاءت هذه الوثيقة بعد الانتفاضات الشعبية وخوض المعارك الضارية بالأطلس المتوسط وبالشمال والجنوب، حيث بدأت مراحل النضال السياسي المناهضة لما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي 1930، وتقديم مطالب الشعب المغربي الإصلاحية والمستعجلة في 1934 و1936، ثم تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944. ‎

وعبر هذه المراحل التاريخية، عمل أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال المرحوم محمد الخامس، على إذكاء جذوتها وبلورة توجهاتها وأهدافها منذ توليه عرش أسلافه المنعمين يوم 18 نونبر 1927، حيث جسد الملك المجاهد رمز المقاومة والفداء قناعة شعبه في التحرير وإرادته في الاستقلال، معبرا في خطاباته التاريخية عن مطالب الشعب المغربي في الحرية والاستقلال وتمسك المغرب بمقوماته وثوابته الأصيلة، متحديا كل محاولات طمس الهوية الوطنية والشخصية المغربية ، وتواصلت مسيرة الكفاح الوطني بقيادة المرحوم الملك محمد الخامس، الذي اغتنم فرصة انعقاد مؤتمر آنفا التاريخي في شهر يناير 1943 لطرح قضية استقلال المغرب وإنهاء نظام الحماية، مذكرا بالجهود والمساعي الحثيثة التي بذلها المغرب من أجل مساندة الحلفاء في حربهم ضد النازية وفي سبيل تحرير أوروبا من الغزو النازي، وهذا ما أيده الرئيس الأمريكي آنذاك “فرانكلين روزفلت”، الذي اعتبر أن طموح المغرب لنيل استقلاله واستعادة حريته طموح معقول ومشروع. 

وجدير بالذكر أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، كانت في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي إلى أن تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

كبريات الصحف العالمية تتطرق لخبر إعتراف بريطانيا بسيادة المغرب على صحرائه

طنجة اليوم : الوكالات أعلنت المملكة المتحدة رسميًا دعمها لمقترح الحكم الذاتي ...