طنجة :: بودوق و محمد د عشوشة و ذكريات ( كامبو د. شريف)
طنجة اليوم
لست طنجاويا إن لم تعرف عبد القادر السرغيني الملقب ( بودوق) ، و لن تكون كذالك إن لم تعرف ايضا محمد الخياط الشهير ب (محمد دعشوشة ) ، الرجلين معا يرمزان إلى تاريخ ملاعب الأحياء بمدينة طنجة في زمن الفرجة و التنافس الكروي الشريف بين ممثلي أحياء المدينة ، وكان ( كامبو د شريف) بمثابة الوعاء الذي تجتمع فوق أرضيه جل فرق المدينة و الفضاء الذي يأوي الانصار و المحبين خاصة يومي السبت و الاحد .
هي أسماء كثيرة إستمدت شهرتها من ملعب ( كامبو د شريف , مثل المرحومين ( ميطو و الزويتن) و بائع السمك (باصلاح) ، و الحارس ( بويو) و غيرهم من إلأسماء منها من مات ، ومنها من ينتظر أجله ، لكن سنقفة عند إسمين من أبناء حي المصلى هما ( بودوق و محمد دعشوشة) .
و إشتهر عبدالقادر السرغيني الملقب ( بودوق ) بجملته الشهيرة يتذكرها “طنجاوة” جيدا ( كامبو ديالي) ، و كان يطلق هذه الجملة على الفرق أو اللاعبين الذين كانوا يثيرون الفوضى و لا يمثتلون لقرارته في المباريات التي كان يقودها ، إذ كان ( بودوق) رحمه الله إنسانا ينفعل لأتفه الأسباب ، لكنه كان بالمقابل طيب القلب ، و بارعا في الحركات البهلوانية أهلته ليشتغل في ( سيرك بريطاني) خارج التراب الوطني ، و شاءت الأقدار أن يموت خارج وطنه .
اما محمد الخياط الملقب ب ( محمد د عشوشة ), فيعد الأب الروحي ل( كامبو د شريف ) ، وكان رحمه الله عكس ( بودوق) يتسم بالرزانة و الواقعية ، فالخياط كان هو مبرمج المباريات و المشرف عليها ، و يقوم بتحكيم المباريات الصعبة ، كما كان ايضا وراء إكتشاف العديد من اللاعبين الذين تألقوا ضمن فريق نهضة طنجة ومجموعة من فرق عصبة الشمال ، رحم الله كل من محمد الخياط و عبد القادر السرغيني .