استمرار الوضعية الغامضة للمقبرة النموذجية بالرهراه يساهم في تكريس أزمة المقابر بطنجة

طنجة اليوم : إدريس الزرهوني

في وقت تعيش فيه  مدينة مليونية من حجم طنجة أزمة  مقابر دفن موتى المسلمين بعد إغلاق مقبرة مرشان و سيدي عمار بجامع مقراع  أبوابها ، و إستنفاذ مقبرة المجاهدين لكل  طافتها  الإستعابية  ،  تطرح علامات إستفهام  حول المقبرة النموذجية التي خصصتها سلطات طنجة كبديل للمقابر السالف ذكرها لدفن موتى المسلمين ، حيث كان المجلس الجماعي السابق لقصر البلدية  قد أعلن عبر  الموقع الرسمي للجماعة على الأنترنيت  بعد زيارة العمدة لعين المكان ، أن نسبة الأشغال في المقبرة النموذجية بالرهراه وصلت 85في المائة ، كان هذا منذ أكثر من ثلاثة سنوات ، و نحن الأن   على أبواب الشهر الثاني من سنة 2022  و مازالت وضعية المقبرة النموذجية غامضة  ، فما السر في  عدم فتح هذه المقبرة أبوابها ؟ .

إحدى الجمعيات بطنجة اشارت على مواقع التواصل الاجتماعية ، ان السبب يعود إلى وعرة التضاريس  بالفضاء المخصص لدفن الموتى بغابة الرهراه ،مما يؤكد أن المشروع لم يكن مرفقا بدراسة متكاملة تستند إلى تصور واضح حول ما سيتم تنزيله على أرض الواقع. وهو الأمر الذي نبهت إليه هذه الجمعية بزعمها  ، حينما أعلنت عن موقفها الرافض لإحداث المقبرة النموذجية بالرهراه  على حساب الملك الغابوي، حيث قامت برفع ملتمس إلى المجلس الجماعي بمناسبة انعقاد دورة أبريل 2012، ضمنته مجموعة من المطالب، كانت من بينها نقطة تتعلق بطلب “إعادة النظر في قرار اختيار موقع المقبرة النموذجية    بغابة الرهراه، والتي ستأتي بزعمها  على مئات من الأشجار في الوقت الذي تعاني فيه  غابات طنجة من كل أشكال التدهور والتآكل، هذا فضلا عن المشاكل الأمنية التي ستطرح بسبب بعد المقبرة ومجاورتها للغابة ، وكان مقترح الجمعية البديل  هو “البحث عن الموقع المناسب فوق أراضي الدولة المتوفرة في عدد من المناطق داخل  المدار الحضري، على أن يكون المكان مكشوفا و شاسعا .

وكان سكان عاصمة الشمال يأملون في ان تكون مشروع  إحداث مقبرة جماعية نموذجية هي الإستجابة  لحاجياتهم في توفير القبور اللائقة والكافية لدفن الأموات، و أيضا  من أجل تدبير جيد للدفن في المقابر، ومراعاة لحرمة الأموات  ،فمشروع تشييد المقبرة النموذجية بالرهراه  كانت قد رست على شركتين في سنة 2014، ” الشركة الأولى( (AMDH،) وستتكفل بتهيئة مقبرة نموذجية بمنطقة الرهراه ، تتضمن مسجدا ومرافق أخرى لها علاقة بالمقبرة، وفق تصميم هندسي عصري لتفادي المشاكل التي تعاني منها مقابر المدينة في الآونة الأخيرة، وذلك مقابل 9 ملايين و990 ألف و 222 درهما، على أن تقوم الشركة الثاني (ARTH) بإنجاز وبناء مركز للطب الشرعي مجاور للمقبرة، تتوفر فيه كل الشروط  الضرورية، مقابل 4 ملايين و528 ألف و590 درهما”  ، وهو المشروع الذي إكتمل تنفيذه   منذ أكثر من سنتين .

يذكر أن مشروع إحداث مقبرة نموذجية بمنطقة الرهراه، تم الإعلان عنه في عهد المجلس السابق منذ سنة 2011، بعدما أضحت المقبرة الرئيسية “المجاهدين” غير قادرة على استيعاب المزيد من الموتى، ليتم اختيار الموقع المذكور على مساحة 15 هكتارا لإنجاز مقبرة جديدة تستجيب لجميع الشروط الهندسية والبيئية والصحية والاجتماعية والدينية المعمول بها في المقابر الجماعية النموذجية،  كما تتوفر على مسجد وورشة لصناعة اللحود وبناء المقابر، إضافة إلى مشروع مركز الطب الشرعي الذي سيضم مختبرا وقاعات للتشريح، وخزانات تبريد لحفظ الجثث، وقاعات لغسل الأموات، وفضاء لتلقي العزاء، وسيتم تجهيزه في إطار اتفاقية شراكة بين جماعة طنجة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة.

 

 

 

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

x

Check Also

شرطة طنجة تطيح بمبحوث عنه برتغالي خطير مطلوب للأنتربول

طنجة اليوم : متابعة أوقفت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، ...