أغنية جديدة للموسيقار عبد الوهاب الدكالي عن الطفل ريان
طنجة اليوم
كعادته دائما، وبذكاء فني راقي، يبدع الموسيقار عبد الوهاب الدكالي ويمتع بأغنية جميلة جدا من ألحانه وشعر نور الدين الرياحي. هو عمل موسيقي رائع، استعمل فيه كل المقومات الإبداعية ذات المهارات الحرفية.
عندما تركب بحر مقام الصبا،فيجب ان تكون مسلحا بمركب آمن ومجادف قوية،وانتظر مفاجات غير سارة، فتكون مجبرا على مطاوعة الأمواج العاتية،حتى تبلغ الشاطئ بأمان. هو مقام لا يدخله فضاءاته إلا الراسخون في علم الموسيقى،أمثال الموسيقار عبد الوهاب الدكالي الذي امتعنا من خلال أغنية جميلة جدا، إهداء للطفل ريان الذي ابتلعه بئر مدة خمسة أيام قبل أن يستخرج مته ميتا بعد مجهودات جبارة،حولت سواعد المفاربة جبلا من أجله.
اعتماد الدكالي مقام الصبا لم يكن اعتباطيا،بل أملته أحاسيسه الجياشة لكي يدخلنا عوالم المتعة الموسيقية التي سيجها بخلايا الانحباس العاطفي. وانا استمع لفقرات الاغنية،أحسست كأني بداخل الجب،ألامس جسم ريان النحيف واستمع الى اهاته،واكتوي بمعانات كل من سمع مأساته .
المعروف عن الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أنه يختار الأصعب من الجمل الموسيقية التي تحتاج الى حنكة ومهارة موسيقيتين للتناغم مع الكلمات الشاعرية المختارة بعناية والتماهي مع دواخلنا.هكذا حول فناننا كلمات الشاعر نور الدين الرياحي الأنيقة في معانيها إلى مزهرية تنثر ورودا، رائحتها زكية،
حركت خلايا الشجن فينا وأيقضت معاني المواطنة الراكدة بدواخلنا.إنها بالفعل متعة الاستماع بإطاراتها البلورية.استطاع بالفعل الدكالي ان يجانس بين سلاسة الكلمة الشاعرية ذات الأبعاد الانسانية والكونية، وبين الجملة اللحنية الصحيحة التي طوعت
أبيات القصيدة وروضتها لتتداخل بين اللحن والأداء
وتعطينا خلطة سحرية ناذرة.
ومازاد الأغنية بهاء ،أداء الدكالي المتمكن الذي استخدم فيه صوته الأنيق المتعرج على جميع الطبقات الصعبة التي يحتوي عليها مقام الصبا،انطلاقا من القرار الصحيح ومرورا من المديوم ،وانتهاء بالطبقة العليا الحادة الموزونة بميزان من ذهب. الأغنية أداها الموسيقار الدكالي بمصاحبة الة العود فقط
يان يا باب الجنات سقيت منه اليوم عذبا….
ريان يا إبن العالمين نصرت وردا و قرضا …
نعاك ملك سخر ما في الكون لعتقك …
و حركت جبال من أجلك اخترقت سحبا…
لا، لا تبكي ام ريان … لا، لا تبكي ام ريان… فقد بكى معك كل من في الكون حمل كبدا رطبا …
لا، لا تجزعي على فراقٍ، فريان لك طير سابحا، طيرا سارحا في الفردوس قربا….
آه آه ريان … ريان … ريان
ستشهد الجبال ما سخر لها من أجله… ما لم يسخر لذهب و ماس … لذهب و ماس قبله نقضا..
رأت العين ما لم تراه قبل في الدنيو لم يصدق ما تحول ليلا … اضاءه عربا….
و قد نزلت دموعنا حزنا و شوقا ..لقد نزلت دموعنا حزنا و شوقا…
و عشنا ما عشنا من هول اضطربا…
ريان، ريان، ريان ….
قبل خمس سنوات كتبت في علمه بنيان بيت لريان … في جناته قصبا…
لا يرى في الغربة ملائكة الرحمان …
طائفة حولة حوله لا قوة فيه و لا نصبا…
لا تجزعوا عني … لا تبكوا رأفة بأمي … لأمي… و ابتسموا و ابتسموا … فإنني في الفردوس مرتحبا…