طنجة اليوم
أعمال الشغب و الفوضى التي وقعت أمس الأحد بالرباط عقب نهاية مباراة سدس عشر نهاية كأس العرش في كرة القدم بين الجيش الملكي و المغرب الفاسي ، و التي خلفت و راءها خسائر في الملك العام و الخاص و إصابات بجروح متفاوتة في صفوف الجمهور و عناصر حفظ الأمن العام ، تطرح أكثر من علامات الاستفهام عن المسؤول عن هذه الكارثة .
و سجل المتتبعون للشأن الرياضي ببلادنا ، أن ظاهرة شغب الملاعب تطورت خلال السنوات القليلة الأخيرة وبدأت تأخذ أبعادا أخرى حيث انتقلت من استعمال المشجعين للعنف ضد اللاعبين والحكام، إلى اشتباكات جماعية بين مشجعي الأندية المتبارية داخل الملاعب ، كما نقل المشجعون مشاداتهم ومشاجراتهم، جسدية كانت أم لفظية إلى خارج أسوار الملاعب لتطال محيطها، وتتسبب في المساس بممتلكات الغير، وأحيانا في حصد أرواح بعض المحبين وإصابة العديد منهم إصابات متفاوتة الخطورة.
وكانت الحكومة المغربية في سنة 2016 قد إتخذت حزمة من الإجراءات لمواجهة الشغب و الفوضى التي تقع داخل وخارج الملاعب الرياضية ، وكان الهدف من وراء هذه الإجراءات هو مواجهة تنامي أحداث الشغب والعنف في الملعب الرياضية ، و تضمنت تلك الإجراءات منع القاصرين غير المرافقين من الدخول للملاعب الرياضية ، كما تضمنت هذه التدابير ، تحميل الآباء مسؤولية تصرفاته أبناءهم، ومنع التنقل الجماعي للجماهير الكروية خارج المدن في حالة ما إذا تبين أن هذا التنقل من شأنه تشكيل تهديد للأمن العام والحزم في تطبيق مقتضيات مدونة التأديب في حق كل الأندية التي يتسبب جمهورها في أعمال شغب، بما في ذلك إجراء مباريات دون جمهور.
و تضمن الشق القانوني من هذه الإجراءات هو ما جاءء به قانون 09-09 المتعلق بتتميم مجموعة القانون الجنائي “في العنف المرتكب أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية أو بمناسبتها”، والذي أعطت الجهات المسؤولة، تعليماتها لتسريع تفعيله، لنا يحتويه من العقوبات، منها الحبسية أو تلك المتعلقة بالغرامات المالية، والتي سنها المشرع المغربي قبل خمس سنوات، بهاجس أمني وزجري كبيرين لمواجهة ظاهرة الشغب وكل من خرج عن النص في “التظاهرات الرياضية أو مناسباتها”.
لكن الوقائع أظهرت بالملموس ، أن القرارات التي إتخذتها السلطات العمومية لامتصاص عنف الملاعب لم تحترمها جامعة كرة القدم و الفرق التابعة لها ، وتجلى هذا بسماحهم للقاصرين الغير المرافقين لذويهم بدخول الملاعب ، وهو ما ساهم في وقوع حوادث أليمة في اكثر من مدينة مغربية ، بسبب جمهور طائش أغلبه من المراهقين اقل من 18 سنة ، و يمكن القول ، أن الأمن بالمغرب يدفع ثمن أخطاء جامعة كرة القدم و الأندية بسبب عدم تطبيقهم للقانون المتعلق بمنع القاصرين من ولوج الملاعب .