أدانت غرفة الجنايات المكلفة بجراىم الاموال بالرباط جمركيا ( عاديا) بطنجة بثماني سنوات سجنا نافذا، بعد أن تم إعتقاله من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية “بسيج” لتورطه ضمن شبكة أمنية مكونة من دركيين و موظفيين من الأمن الوطني وجمرميين و وعون سلطة ورئيس معقل، كانت توفر الحماية لاباطرة المخدرات بمدينة الفنيدق و خارجها و تساعدهم على تهريب المخدرات خارج التراب الوطني عبر ميناء طنجة المتوسط .
وكشفت المحاكمة ، أن الجرد الذي قام به ( بسيج) على ممتلكات الجمركي ، أوضح أنه له ثروة قيمتها مليار و364 مليون درهم ، وانه على علاقة بالبارون الدولي الشهير بـ “حمونا عايشة” من مدينة الفنيدق الموجود رهن الاعتقال بسجن العرجات 2 بسلا.
الجمركي المليونير هو موظف بسيط بالمديرية العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة بطنجة ، وراتبه الشهري محدد في 3600 درهم ويتلقى منحا كل شهرين قدرها 8000 درهم ، كانت له علاقة أيضا مع( سمسار) شبكة التهريب على الصعيد الدولي الملقب “قطيط”، الذي ساعده على تهريب ستة أطنان ونصف طن من المخدرات من ميناء طنجة المتوسط ، و أقر الجمركي أثناء إستنطاقه من لدن هيئة الحكم أنه يملك قطعة أرضية مساحتها 320 مترا مربعا بسطات، اقتناها بـ 120 مليونا، وقطعة ثانية بالمدينة ذاتها تبلغ مساحتها 400 متر مربع، اقتناها بمبلغ 140 مليونا في 2014، وقطعة ثالثة مساحتها 90 مترا مربعا، اقتناها بـ 76 مليونا، ومنزلا من طابقين بالبيضاء، مساحته 126 مترا مربعا اقتناه بمبلغ 260 مليونا، إضافة إلى قطعة فلاحية مساحتها الإجمالية هكتاران بمنطقة “المذاكرة” بإقليم برشيد، اقتناها بمبلغ 60 مليونا في 2011، وقطعة مساحتها 600 متر مربع نواحي مراكش اقتناها بـ 187 مليونا.
وصرح المتهم أن هناك فيلا في اسم زوجته ببوسكورة مساحتها 500 متر مربع اقتناها بـ 500 مليون، إضافة إلى اقتنائه سيارات فاخرة، إحداها بـ 35 مليونا من نوع “بي إم” والثانية “فولسفاغن” بـ 18 مليونا، كما أنه يتوفر على ثلاثة حسابات بنكية، الأول به 11 ألف درهم، والثاني 700، والثالث 1200. وأثناء البحث التمهيدي الذي أنجزته الضابطة القضائية ل“بسيج” مع الجمركي عن ثروته، رغم أن مداخيله تتلخص في راتب من 3600 درهم وتعويضات بـ 8000 درهم كل شهرين، أكد أنه جمعها عن طريق الاتجار في البقع الأرضية، لكنه عجز عن الإدلاء بأي وثيقة أو حجة حقيقية، تؤكد صحة المعاملات التجارية المزعومة والتي تستلزم توثيقها، وبالتالي مسك حجج عن القيام بها، وهو ما جعل ضباط البحث التمهيدي يقتنعون أن مصدر هذه الأموال مشبوه، ويؤكد أن الموظف الجمركي يقوم بتسهيل مرور شحنات المخدرات مقابل تسلم مبالغ مالية.
وأثناء محاصرة الموظف الجمركي بأسئلة محرجة، أقر أنه كان يتلقى مبالغ مالية، بين الفينة والأخرى، تتراوح ما بين 40 مليونا و60، مدعيا أنه كان يتسلم هذه المبالغ على سبيل القرض بغية تمويل المعاملات التجارية في القطع الأرضية، دون تحرير اعتراف بدين أو أي وثيقة مثبتة لهذه المعاملات، كما صرح أن وسيط التهريب “بقطيط” توسط له لدى أحد الأشخاص حتى يمكنه من استغلال شقة بطنجة