ملاعب القرب بطنجة انحرفت عن الدور الذي أحدثت من أجله
طنجة اليوم : أحمد مدياني
تعتبر ملاعب القرب السوسيو رياضية والتي تم احداثها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، من اهم الرهانات الاستراتيجية للدولة ،سعت من خلال احداثها إلى توسيع الوعاء الرياضي وتشجيع الممارسة الرياضية في اوساط مختلف الفئات العمرية وخاصة الأطفال والشباب ،وذلك قصد فتح المجال أمامهم من أجل سقل مواهبهم الكروية والرياضية بصفة عامة .فضلا عن تقليص اسباب الانحراف وسد أبواب الاجرام والمخدرات في وجههم ،خاصة في اوساط الشباب ممن يعانون من آفة البطالة واشكالية الفقر والهشاشة ، الا ان الملاحظ هو انحراف هذه المنشآت المهمة عن أهدافها المسطرة ،واضحت بقدرة قادر إلى مرتع للريع والتسيب .وبمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا .
فعلاوة عن العدد المحترم والذي تحتضنه مدينة طنجة بفضل العناية الفائقة التي يوليها صاحب الجلالة نصره الله لهذه المدينة .عبر تتبعه الدقيق لتفعيل وتنزيل مشاريع طنجة الكبرى . والذي فاق 90 ملعبا للقرب تم احداثها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .لا يمكن أن يخفى عن ناظري الجميع كمية السخط والغضب الذي يجتاح نفوس الشباب والذين أصبحوا ملزمين بدفع اتاوات لأشخاص نصبوا أنفسهم ملاكين شرعيين لهته المنشآت العمومية تحت غطاء العمل الجمعوي ،ويجنون وراءها ارباحا مغرية . وإذ نطرح سؤال المجانية الذي رفع في مامرة ،ورغما عن القرارات والمذكرات الصادرة عن وزارة الشبيبة والرياضة ،والتي اقرت بمجانية الاستفادة من هذه الملاعب في مناسبات عدة ، نتفاجئ بتحديد اسعار خيالية من طرف المشرفين على هذه المنشآت العمومية تصل إلى 200 درهم للساعة الواحدة ،يتم دفعها لهؤلاء الأشخاص بدون موجب حق وضدا على القوانين والأهداف المسطرة لذلك ،
حيث أن بعض الملاعب في أحياء مقاطعة الشرف المغوغة تستخلص منها مايزيد على 10الاف درهم يوميا .
كل هذا يجري بايعاز من رجال سلطة ،ومستشارين بارزبن،ومسؤولين كبار بمندوبية وزارة الشبيبة والرياضية يعرفهم القاصي والداني ، والذين لم يفوتوا بدورهم فرصة الاستفادة من هذه الكعكة السمينة ،بل وصل الأمر ببعضهم إلى تنصيب كراكيز ودمى على رأس بعض الأندية المشرفة ،يتم تحريكهم وفق اهوائهم ومصالحهم ،ناهيك عن عملية تسييس هذه المرافق العمومية . والتي انكشفت بشكل مفضوح في إطار الاستحقاقات الجماعية والتشريعية لسنة 2021 ، حيث تم تجييش هذه الأندية لمناصرة لوائح انتخابابية كان على رأسها مسؤولين كبار بالوزارة التي تشرف على هذا القطاع بطنجة . وكذا بعض المسؤولين بعصبة الشمال لكرة القدم .ومحترفي الانتخابات بالمدينة .
ويبقى السؤال مطروحا ألم يحن الوقت للترافع عن هذه المنشآت العامة؟ وتنقيتها من مظاهر الريع والفساد؟ والى متى ستظل هذه المنشآت الهامة والتي كلف إنجازها الملايير من الخزينة العامة ومن أموال دافعي الضرائب بوطننا العزيز غارقة في الريع والفوضى؟ …