طنجة اليوم : كريم بنعلال
المكان قرية شاطئية على الساحل المتوسطي بشمال المملكة المغربية، الزمان الحملة اللاشعبية هاشتاج (إرحل أخنوش) على صفحات التواصل الإجتماعي ، المناسبة سؤال أيهما أصح الواقع أم المواقع ..؟
تحيط القرية مرتفعات من سلسلة جبال الريف أهلها بسطاء من أطيب خلق الأرض خلقا و لن تشعر أنك غريب أو متابع بالنظرات المزعجة عكس مدننا الحضارية المليئة(بالتبركيك) شارع واحد رئيسي بمحاذاة الشاطئ توجد فيه كل المحلات التجارية التي تكفي حاجيات زوار القرية و سوق يلبي كل ما يشبع شهوة البطن من خضر و فواكه و أسماك ، كل طبقات المنازل بالقرية الشاطئية حجزت قبل عيد الأضحى بثمن يبتدئ من 400 الى 800 درهم لليلة الواحدة الاقبال كبير على كل شيئ تضامنا مع اهل المنطقة الذين تضرروا جراء إجراءات الجائحة مع العلم أن هذه المنطقة جماعة قروية لا ينشط اقتصادها الا صيفا و يحكى أنه بباقي المواسم يضطرون للتنقل لأقرب منطقة حضارية عبر وسائل النقل من أجل شراء الخبز(معاناة في صمت) يلفت نظرك ترقيم السيارات التي ترمز لجميع الجهات المغربية…
على الشاطئ فوق الرمال الساخنة المزينة بالأحجار الرمادية تظهر صور المملكة متعددة المكونات قومية و لغوية و ثقافية كلٌ بلونه الأصلي الفاقع كفسيفساء مغربي، تاريخ و فن وحضارة حيث كل طبقات المجتمع المغربي حاضرة بتقاليدها و طقوسها و مكانتها الإجتماعية. فتجد جيسكي و يخت و قارب او مركبة مائية او لوحات مائية في متناول الجميع أو للكراء على حسب استطاعة رب الأسرة المهم و الأهم الكل عايش و متعايش… و ما يزين هذه الصورة و يضفي عليها جمالية أكثر هم الاطفال الصغار لا يؤمنون بهذه المشاهد و الصور التي اغتصبت (عذريتنا الفكرية) فتجدهم يعانقون بعضهم كل صباح و يصيحون فرحا لرؤية صديقهم الذي تأخر عن النزول للشاطئ لقد جاء فلان….ترى ابن الاستاذة و المعلم يلعبان رفقة ابن الأجير و سيدة أعمال و القاضي و الحلاق و النادل و التاجر…تذوب و تختفي كل الوضعيات الاقتصادية و الإجتماعية للفرد داخل المجتمع و تحكم البراءة الشاطئ و كأنها تحمل راية الحسم بأنها الحقيقة و ما نعيشه نحن الكبار “وهم”.
لم أكن يوما أتوقع أنا المحسوب على الكبار أن أتجرد من براءتي و أكتشف نفسي أناني و ظني في الناس سيئ نسيت أن لا ازكي نفسي ، وقع أمامي مشهد لشخص مريض عقلي يتجول بالشاطئ سبق و أن جائني يطلب سيجارة بطريقة مستفزة كالتي يطلب بها بعض المتجولين بالمدينة التي أصبحت ظاهرة مزعجة غالبا يأتون من جهات أخرى حيث يتسلطون على الاشخاص لدرجة لا يكمنك التمييز هل سيتم سرقتك أم ماذا ..!؟ فتكتفي بالتهرب، هذا الصباح تجاوزني بدون طلب و لا سؤال فقط اكتفى بنظرات مستفزة ثم وقف متأملا البحر شاح بنظره قليلا ثم هم بخلع التيشيرت الأول ثم السروال الأول ثم الثاني ثم باقي “التيشيرتات” في حالة رثة … بقي فقط بشيرت داخلي قصير 🤦🏽♂️ قلت في نفسي صباح كارثي أمام العائلة و لم ارتح الا عندما سحب سيجارته مع حشيش من احد سرواليه و جلس ، أشعل السيجاره ينظر إلى البحر مرة مرة كيدور عندي مع ابتسامة سخرية وتحدي و انا أحاول مراقبته حتى لا يقوم بتهور اتجاه جيراني بالشاطئ فجأة قرر إخراج “كريم” و بدأ بدهنها على ذراعيه و شعره وصلتني رائحتها و خففت عني حدة رائحة الحشيش و هو يلتفت يمينا و شمالا هم بالنهوض قرر أن ينتعش بمياه البحر الباردة إلا أنه تراجع بعد أن وضع قدميه، فجأة وجدت جاري بالشاطئ يقف أمامه يواجهه لم اعرف السبب كنت أمسك هاتفي أطالع جديد صفحات التواصل الإجتماعي و المواقع و فاتني مشهد من الواقع لكن ركزت من جديد و عقدت العزم على مساندة الجار و إبداء تضامني معه و في نفس الوقت أحاول اكتشاف القصة من خلال أفراد أسرة الجار زوجة و طفلتين و طفل صغير ينظرون اليهما متواجهين و كأنهم يترقبون بداية النزال ، تراجع الجار لمكانه و فتح حقيبة و اخرج منها مفاتيح و قصد مهرولا خارج الشاطئ لم أستطع سؤاله أو لم اتجرأ نظرت إلى الزوجة إذا بحركاتها تبدو عليها السكون و الطمأنينة جال بخاطري أنه ذهب لإخراج هراوة أو أداة لمواجهة (الحماق) بقيت على حالي مراقبا حتى لا تتطور الأمور و على إستعداد للأسوء لحظات و إذا بجاري جاء يحمل شيئ بيده وضع المفاتيح فالحقيبة بخفة و قصد صاحبنا فإذا به يقدم له لباسا جديدا تيشرت و سروالا ، لا يمكن وصف كمية الاحتقار التي شعرت بها اتجاه نفسي أنا لست ما أنا فيه ما الذي جرى؟ هل هو تأثير حياة المدن الكبرى التي فقدت بريقها الإنساني أم محتويات المواقع التي تغالط الواقع..!؟ لبس المريض العقلي ثيابه الجديدة وقف بكل أناقة و ثقة في النفس منتشيا مزهوا بالانتصار علي لم ينظر إلي هذه المرة أدار ظهره متجاهلا عقم إنسانيتي و ضعفها ، أنا أناني و مثلي كثر أنانيون عندما نلعب دور الوطنيين و لا نننقاش و نعالج إلا قضايا حومتنا و شارعنا اعتقادا خاطئا منا أننا ننقاش قضايا الوطن و كل و المواطينين ،
حسب الإحصائيات الدولية و الوطنية و تقارير صندوق النقد الدولي الذي أوصى بالاستثمار في الماء من حيث البنية التحتية و ايجاد حلول تخفف من شدة الوضعية الصعبة التي تهدد الموطنين المغاربة .. المملكة المغربية تعاني ندرة الماء و الجفاف و العالم القروي يعاني في صمت نتجية الجفاف و هذا له انعكاسات سلبية على جميع المغاربة مثل ارتفاع أسعار الزيت و القمح و غيرها…. و التي يدركها و يشعر بها أصحاب التامغربيت في صمت بدون غوغاء و استغلال… لأنهم على دراية بالأزمة العالمية التي أرخت بظلالها على كل البلدان بدون استثناء . ملحوظة: هذه المشاهد حقيقية و واقعية و اعتذر عن عدم التطرق لمشهد هاشتاج (إرحل اخنوش) لانه و بكل بساطة غير موجود في الواقع ، و وجودوه محصور في المواقع فقط ..!
و لا غالب إلا الله