تحول الشريط الساحلي داخل المدار الحضري لطنجة المطل على مضيق بوغاز جبل طارق ، انطلاقا من باب المرصى و إلى غاية ملابطا إلى وكر لشتى أنواع البشر المتوحش الذي يفسد الفضاء العام و يرسم صورة قبيحة عن مدينة وازنة و تاريخية ببعدها الاستراتجي في خريطة العالم وثقلها السياحي و الخدماتي و الصناعي .
هذا الشريط الساحلي الجميل منه تطل طنجة ومعها المغرب و إفريقيا على القارة الأوروبية، ومنها بالعين المجردة ترى الساحلي الاسباني و البواخر العالمية التي تعبر البحر الأبيض المتوسط في إتجاه بقية الدول المطلة على المحيط الأطلسي ، و بلغة أوضح الشريط الساحلي ( شارع محمد السادس ) فضاء ” بانورامي” تتواجد به الفنادق السياحية ذات تصنيف عالمي راقي و فضاءات استهلاكية و ترفيهية و خدماتيه ذات مركات دولية ، و به ايضا وحدت عمومية وخاصة لممارسة الرياضة .
لكن بالمقابل تحول هذا الشريط الساحلي إلى جحيم بسبب احتلاله من قبل ( شمكارة ) و عصابات التسول و سياح من نوع ( بوزبال) الذين ينامون فوق الكراسي و المساحات الخضراء تاركين وراءهم اطنانا من النفايات ، كما ان البعض منهم يحتل الملك العام لعرض مواد مشبوهة لا علاقة لها بالمنتوجات المحلية و اخرون منهم يترصد للسياح الذين يخرجون من الفنادق و الملاهي المتواجدة بعين المكان و يعرضونهم لشتى أنواع التحرش و احيانا السرقة ، كما يتعرض المواطنون الذين يخرجون باكرا لممارسة رياضة المشي لذات المعاملة ، وجل ( بوزبّال) من الوافدين على طنجة . وعلى ذكر ظاهرة التسول، نشير ، انها لم تعد موسمية بطنجة، كما هو الشأن في باقي مدن المملكة، بل أصبح التسول جزء لا يتجزأ من شوارع المدينة، و لكنها تزداد شراسة و يتضاعف عدد عصابات التسول الوافدة على المدينة خلال موسم الصيف .