اللهجة الطنجاوية، آيلة للإنقراض

 طنجة اليوم : م .ب

لا أحد ينكر، نظرياً، أهمية اللهجة واللغة ودورهما في الحفاظ على هوية المجتمع وتراثه ،  وفي المغرب، البلد الافريقي العربي، تتعايش لغات متعددة. إذ هناك العربية اللغة الرسمية للدولة، والدارجة المغربية بتقسيماتها اللهجية المختلفة، والأمازيغية بتشكيلاتها الثلاث: الريفية و الأمازيغية و الشلحة ،  و هو  ما أفرز  نسيجا  معقدا ، يجعل من شبه المستحيل أن تحافظ اللهجات على أصالتها في ظل التداخل اليومي بين اللهجات الأصلية والدخيلة.

وفي هذا السياق، تعاني اللهجة الطنجاوية، الآيلة للإنقراض  حسب  العديد من المهتمين  بسبب كمية المزج الحاصل مع اللهجات الأخرى لإرتفاع  الهجرة الفردية و الجماعية إلى طنجة من شتى مدن المملكة   و من عديد العوامل التي تهدد تفردها وجماليتها.

لا يخفى على المتتبع خلو الإعلام المغربي من اللهجات الشمالية، إذ تطغى عليه عامية كل من الدار البيضاء والرباط “اللهجة الشاوية” ، في تهميش صارخ لباقي اللهجات.ذات الأمر ينطبق على الأفلام المغربية.. بل الأدهى من ذلك هي الصورة النمطية التي مافتئت تتناول بها الإنتاجات الدرامية المغربية اللهجة الطنجاوية، و التي لا يتم فيها التمييز بينها وبين اللهجة التطوانية  ، ويتم   حصرها  في الأدوار الكوميدية البليدة. ومن الأمور التي ساهمت في اندحار  اللهجة الطنجاوية ، هي انسلاخ ”  طنجاوة ” القاطنين بباقي مدن المملكة عن لسانهم الأصلي ومحاولتهم   تقليد    لهجات مدن الإستقبال، مما يفرز لنا لهجة هجينة كمثل الغراب الذي أضاع مشيته الأصلية في محاولة تقليد مشية الحمامة دون أن يفلح.وفي ظل هذا الإهمال، وكذا الأرقام المخيفة والمتزايدة للغات المنقرضة، وجب تفعيل حوار جاد وفاعل لإحياء اللهجة الطنجاوية.

 

x

Check Also

القنصل العام لفرنسا بمدينة طنجة يحل ضيفا على مركز إلتقاء الشباب السوسيو الثقافي بحي القصبة

طنجة اليوم : مراسلة شهد مركز التقاء الشباب السوسيو الثقافي بحي القصبة ...