رحل إلى جوار ربه راضيا مرضيا فجر هذا اليوم بمدينة تطوان هرم من أهرام كرة القدم الوطنية ، إنه المشمول بمغفرته ورحمته الواسعة الحاج حسين بوديح ، الرجل الذي كافح وضحى وقاتل من أجل المغرب التطواني في زمن الأبيض و الأسود ، وفي عز سنوات الرصاص ، وبفضل تضحيات هذا الرجل أصبح لتطوان فريقا له وزن داخل منظومة كرة القدم الوطنية ،
العظماء هم من يصنعون التاريخ ، و حسين بوديح هو واحد من صناع تاريخ كرة القدم الوطنية في شمال المغرب ، وكان لعطاءاته و تضحياته أثر في صنع مسيرة فريق كبير من حجم المغرب التطواني ، وثقافة الإعتراف بالجميل تقتضي من جميع شرفاء هذا الوطن الترحم على روح هذا المكافح و المقاتل في سبيل ترسيخ قيم التنافس الرياضي الشريف و رفع القبعة لعطاءات هذا الرجل الذي وهب جزء كبير من حياته لخدمة ودعم و مؤازرة كل الأنشطة الإحتماعية و الثقافية و الفنية و الرياضية داخل تطوان و خارجها .
حسين بوديح في سنوات الرصاص كان عضوا جامعيا ومن خلاله فتحت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قنوات الإتصال و الإنفتاح على الإتحادات الكروية الناطقة باللغة الإسبانية ، وهي دول عريقة في مجال كرة القدم العالمية ، حيث كان بوديح خير سفير لكرة القدم الوطنية بين دول العالم ، ومن خلاله تعرفت الدول الناطقة باللغة الإسبانية عن المغرب وكرة القدم المغربية .
حسين بوديح وظف خبرته في مجال التسيير و علاقته الدولية لخدمة فريقه المغرب التطواني ، ومعها كرة القدم بمنطقة جهة طنجة تطوان من خلال عصبة الشمال ، إذ في عهده تألق المغرب التطواني وصعد إلى القسم الوطني الاول ، وكان بنجومه الكبار الذين استقدمهم بوديح لتطوان فريقا مرعبا صنع الفرجة في ملعب سانية الرمل وباقي الملاعب الوطنية .
عزاؤنا واحد في فقدان هذا الرجل الطيب ، وجعل ما قدمه لمدينة تطوان و لمنطقة الشمال و لكرة القدم الوطنية من أعمال جليلة في ميزان حسناته ، و إنا لله و إنا إليه راجعون