الموتى ليسوا سواسية في مقبرة ” فايف ستار ” بطنجة

 

طنجة اليوم : مصطفى اللنجري

حتى  دفن الموتى المسلمين في مقبرة سيدي اعمار بطنجة أصبح يحتاج إلى الوساطة  و التدخل لدى فقهاء الولاية ،  العديد من الموتى يتم رفض دفنهم بهذه  المقبرة رغم أنهم من سكان ( جامع مقراع )  ، بينما يتم دفن  الغرباء و  موتى أخرون  ، لأن هناك من  تدخل لدى الولاية التي أشرت  على دفنهم في  مقبرة سيدي اعمار  التي تصنف  كمقبرة خمس نجوم   ”  فايف ستار ” .

إشكالية دفن الموتى المسلمين  بمقبرة  سيدي اعمار ، كشفت أن المغاربة ليس سواسية  أمام من يهمهم الأمر   حتى وهم موتى ، فلماذا يتم ترخيص بدفن فلان و يتم رفض دفن الأخر ؟  ، فإما  أن يتم إغلاق  المقبرة في وجه الجميع أو يتم السماح للجميع بأن يدفنوا هناك ؟ ،  أو يتم وضع مقرر عمومي يوضح  الفئة التي يسمح بدفنها هناك .

ومعلوم  ان مدينة طنجة تصنف كمدينة بدون مقابر  ، وهي التي  كانت  تتمتع في وقت سابق  بوفرة المقابر التي خصصت لها أحسن المواقع التي غالبا ما تكون في مناطق هي عبارة عن منتزهات طبيعية، مثل مقابر مرشان، بوعراقية، سيدي عمر، سيدي بوحاجة، سيدي الفرجاني، طنجة البالية، الشرف، مدشر العوامة، امغوغة .. ولو تم تتبع هذه الفضاءات لاتضح أن الأموات إلى حدود الثمانينات   كانوا يحظون بأحسن المقامات ، إذ    لم يكن هناك مشكل مطروح بخصوص دفن الموتى ، لأن كل المقابر كانت جاهزة لاستقبالهم  بكل أريحية ،  لكن مع توسع أطراف المدينة وتزايد النمو الديمغرافي نتيجة الهجرة، ضاقت جنبات المقابر، فدخلت في مرحلة الفوضى  من أجل تأمين القبور للمتوفين. وذلك على حساب كل القيم المتعلقة بالجمالية وحرمة الأموات وبالسلامة من الأخطار.

هذا الوضع  عجل بوقف الدفن في مقابر بوعراقية ومقبرة مرشان، من أجل التركيز على مقبرة المجاهدين ثم مقبرة سيدي عمر، وكذلك مقابر الأحياء إلى أقصى الحدود ، مما جعل السكان   يجدون صعوبة في العثور على قبر لموتاهم، فيظلون يتنقلون بين المقابر بحثا عن مكان للدفن ، وهو الأمر الذي كشف  ان الساكنة  لن تجد  مستقبلا  مقابر رحبة وكافية  لإيواء الموتى ، لأنه  حاليا  يتم  اللجوء إلى الوساطة والتنقل إلى مناطق بعيدة للحصول على قبر  للدفن .

* – مصطفى اللنجري    أستاذ جامعي

x

Check Also

طنجة : ( سيبة) البناء العشوائي في الملحقة الإدارية الأولى بإجزناية

طنجة اليوم : متابعة أصبح ما يحدث في تراب الملحقة الإدارية الأولى ...