دولة الأمة المغربية تاريخ وحضارة و قيم إجتماعية

طنجة اليوم : كريم بنعلال

الدولة الأمة هي الحاضنة لكل التعبيرات الثقافية واللغوية في مجالها الإقليمي، وهي النموذج المحصن ضد كل التهديدات القيمية والفكرية التي تستهدف مواطنيها، لذلك فالدستور المغربي تجاوز مفهوم الشعب إلى مفهوم الأمة قد تتعدد ثقافيا ولغويا ومجاليا لكنها تتوحد على ثوابتها الأربعة: 1- الدين الإسلامي.2-المؤسسة الملكية. 3-الوحدة الترابية.  4-الخيار الديمقراطي

لم تعد الأمازيغية شأنا مجتمعيا محضا، بل هي اضحت شأنا دولتيا مؤطرا بالديباجة والفصل 5 من الدستور، وتفعيلها الرسمي في جميع مناحي الحياة معلقا على شرط تأسيس المجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية باعتباره الجهة الموكول لها الاختصاص الحصري لاقتراح رؤية استراتيجية لتنزيل الأمازيغية. ويعتبر خطاب أجدير في بداية الالفية الثالثة إشارة سياسية من جلالة الملك بانتهاء الثقافة الأحادية التي تتعارض مع مفهوم الدولة الأمة ليستدمج في مضمون خطابه التاريخي التعبيرات الأمازيغية ضمن الرؤية الملكية لبنيات المجتمع الثقافية عبر الإعلان عن تأسيس” المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”(و بالمناسبة أحمد عصيد الكاتب والحقوقي العلماني عضو في مجلس إدارة المعهد).
وبالتالي فإن المملكة المغربية لها السبق وتتميز ووتتفرد على مستوى المغرب الكبير وإفريقيا وعربيا من حيث الإعلان الرسمي عن التعددية الثقافية واللغوية مما يعكس انسجامها مع العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبنائها  لنموذجها كتجربة فضلى يمكن تصديرها نحو بلدان المغرب الكبير وافريقيا كأساس ديمقراطي يسهم في تدعيم التماسك الاجتماعي والتحصين ضد حروب القيم والتهديدات الثقافية ذات نزوعات الهيمنة التي تفرضها مجتمعات الحداثة والمهتم ما عليه إلا الوقوف عن الأسباب التي أدت إلى حرب روسيا أوكرانيا ومنطقة “دونباس” خير دليل فمثلا لو أوكرانيا احتوت ثقافة هذه المنطقة والتي لغتها “الروسية”
دستوريا ووسط تعدد ثقافي يؤسس للهوية الأوكرانية ما كانت الأوضاع كما نرى ونعيشه ،وكما قلنا المملكة المغربية تجاوزت ما هو ثقافي وغيره بخصوص الأمازيغية إلى ما هو استراتيجي. بمعنى ما نراه اليوم من خرجات على صفحات التواصل الإجتماعي بدون الإجابة عن سبب الخروج وفي هذا التوقيت بالظبط حيث العالم ينادي ب”موروكو “ويعبر عن إعجابه بالمغرب “،

كان نضالا واقعا في جامعات المملكة المغربية منذ الستينات وكل المطالب تحققت وتداركت الدولة هذا التأخر الذي كان سببه الحماية الفرنسية وعند الاستقلال بواسطة التعريب ضدا عن الفرنسة ثم ظاهرة “القومية العربية”هذه القومية اللاواقيعة التي أقصت وهمشت الإرث التاريخي للبلدان وتنوع ثقافته فسلطت فكره على كل

خطاب أجدير.

وهنا وجب التنبيه إلى أحد الالتزامات الدستورية للمملكة المغربية التي تتأسس على المبادئ والقيم المسطرة في ديباجة الدستور المغربي وهو -“تعميق أواصر الانتماء إلى الأمة العربية والإسلامية، وتوطيد وشائج الأخوة والتضامن مع شعوبها الشقيقة.” ونذكر هنا الأشقاء المشارقة أنه لا داعي للحساسية المفرطة عند التطرق لإحدى مكونات الهوية المغربية ومقوماتها وهي الأمازيغية بعد العربية والإسلامية ثم الصحراوية الحسانية والروافد الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية وتقبلوها بصدر رحب امتثالا لقوله تعالى {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }
و تجب الإشارة ايضا الاخوة المغاربة أنه وجب التمييز بين “الكونجرس العالمي الامازيغي” الذي ترأسه القبيلية “كاميرا نايت سيد” المعتقلة منذ أزيد من سنة رفقة 300 معتقل سياسي قبايلي في السجون الجزائرية وفي غياب تام لشروط المحاكمة العادلة، و”التجمع العالمي الأمازيغي ” حيث أن هذا الأخير يرأسه مغربي “رشيد رخا”  وزوجته “بنشيخ”هي مستشارة رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش المغربي الأمازيغي بخصوص الأمازيغية وتنزيل الأوراش الخاصة بها.

ومن هنا تتضح الأمور أكثر والأسباب التي أدت لخروج الذباب الإلكتروني مستغلا الإنجاز التاريخي ل26 شاب مغربي جعلوا العالم يهتف باسم المغرب ودمروا كل المخططات التي هيئت لها ملايين الدولارات من اجل تشويه صورة المملكة المغربية والمرأة المغربية وعزل المغرب عن موضعه المحسود عليه في فضائه العربي والإفريقي،

1-عن طريق استغلال القرار السيادي المتمثل في استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية بدون الخوض في تفاصيله وشرح مبرراته.
2-عن طريق محاولة زعزعة جذور المغرب الإفريقية وذلك باستغلال حادثة هجوم المهاجرين الغير الشرعيين بمليلية المحتلة واضفاء عليها طابع العنصرية وتدويلها لاحراج المغرب على المستوى حقوق الإنسان عالميا. ناهيك عن الاستفزازات الإعلامية و خرجات شبه الاعلاميين التي لا هم لها سوى المملكة المغربية الشريفة. نعم نحن على يقضة ولا ننسى وواعون بمستوى التحديات كما التهديدات لأننا بكل بساطة لدينا ذاكرة لسنا كالذباب لا ذاكرة له.
إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
و لا غالب إلا الله

x

Check Also

كبريات الصحف العالمية تتطرق لخبر إعتراف بريطانيا بسيادة المغرب على صحرائه

طنجة اليوم : الوكالات أعلنت المملكة المتحدة رسميًا دعمها لمقترح الحكم الذاتي ...