بملابس رثّة، ووجوه متعبة، ومظهر يوحي بالبؤس والفقر، يستعد المتسولون، الكبار منهم والأطفال، أنفسهم لاستقبال شهر رمضان، من خلال انتشارهم في شوارع مدينة طنجة وأزقتها ، وشهر رمضان بالنسبة لهؤلاء المتسولين، وهو شهر جمع المال الوفير ، بعد أن يقوموا بإستعطاف المحسنين وعموم المواطنين بطلب المعونة، مُستغلين رقة القلوب في شهر الخير، الذي اعتاد الناس أن يجودوا فيه بسخاء؛ لإدراكهم لعظيم أجر الصدقة.
وتدفع عصابات التسول المستقرة بطنجة أو الوافدة على المدينة من مدن اخرى بالاطفال إلى الشوارع للتسول والحصول على الغنائم في نهاية اليوم، ليبقى السؤال ، هل كل من يبكي في الأزقة مُحتاج؟ ، و المتابع للمشهد اليومي بطنجة يلاحظ وجود ما يشبه “عصابات” تستغل هذا الشهر الكريم من أجل نشر عناصرها وتوزيعهم على الأماكن “الاستراتيجية”، التي تمكنهم من جمع أكبر مبلغ من المال ، حيث يسجل قيام سيارات بتوزيع المتسولين نساءا ورجالا و من مختلف الاعمال في مناطق متعددة داخل المدار الحضري ، وغالبا ما يتحمعون في المساجد و عند ابواب المتاجر و عند الإشارات الضوئية ، و في الأسواق و المتاجر الكبرى .