بإسم العروبة والاسلام..!

طنجة اليوم : كريم بنعلال

 في وقت  كانت(القومجية العربية) تنظم أغنية ‫ الحلم العربي‬ استهلاكا واستغلالا لفلسطين  بدعوة كل الفنانين في أقطار البلاد العربية بإستثناء وعن قصد إقصاء أبناء المملكة المغربية الشريفة  حينها كنا مراهقين لم نفهم الرسالة كبرنا واكتشفنا الخلفيات والدوافع وصدمنا من هول الحقائق ، في تلك المرحلة كانت المملكة المغربية تقطع علاقتها مع إسرائيل وحيث كانت مسيرات مليونية تجوب شوارع مدن المملكة بكل حرية وعفوية بنظام وانتظام وهذا ليس بجديد على أمة استنصر بها صلاح الدين الأيوبي وبنى لهم حارة المغاربة وجعلها وقفا لهم وتولية مشيخة الحرم القدسي الشيخ غانم الغماري نسبة لمنطقة غمارة بمدينة شفشاون ولازالت حارة الغوانمة شاهدة على ذلك في القدس، فبالتالي مسيرة الأمس بالرباط كانت امتداد لسابقاتها كوجه من أوجه التضامن مع الفلسطينيين ولا أعرف ما سبب اندهاش بعض المرتزقة وتحايلهم على متابعيهم ببعض التعبيرات مثل” استفتاء شعبي” و “الشعب المغربي ضد التطبييع” و…غيرها؟
رغم أنه كان بالأولى التطرق لدولة لها علاقات مع إسرائيل ولم تقمع حق التظاهر وحرية التعبير عكس دول صدعت رؤوسنا بهاذين التعبيرين مثل فرنسا وبشعار (مع فلسطين ظالمة ومظلومة) مثل الجزائر و لم نرى مسيرات مماثلة في لبنان ولا العراق ولا دمشق بشار ولا طهران الخمينية..

غريب !! إن علاقتنا ليس تأثرا بما تذيعه قنوات فضائية عربية مثل القناة القطرية الجزيرة حول ما يجري بفلسطين والقدس لا أبدا فمعرفتنا بالقدس وتعلقنا الشديد به ودفاعنا عن حق الشعب الفلسطيني ليس بتاريخ ميلاد قناة الجزيرة التي “بالمناسبة تظهر خريطة إسرائيل كاملة بدون فلسطين وتنشر خريطة المملكة المغربية مقسمة بدون صحرائها ودائما باسم العروبة والاسلام “فقبلها كنت طفلا حدثا أحفظ القضية عن ظهر قلب من المدرسة وتقارير الإذاعة والتلفزة المغربية ناهيك عن الوسط الإجتماعي والسياسي الذي كبر فيه كل مغربي فمجموعة “ناس الغيوان” مثلا التي تعد من أشهر الفرق الفنية الغنائية بالمملكة المغربية خلدت بعملها الفني مجزرة “صبرا وشاتيلا “التي لا يتم التطرق لها إلا في قليل من المناسبات وقبل أن تصبح القضية مادة خام لتنظيم اخواني شيطاني تسلط على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بفكر ظلامي رجعي مستغلا أبشع استغلال القضية التي قبل ان تكون فلسطينية أو غيرها من المسميات هي لكل الإنسانية وليس لأحد الحق الاستفراد بها مؤججا عواطف الشعوب ببروباغندا يليق بها عنوان “حق أريد به باطل”عبر أدوات من بينها قناة الجزيرة ومنصاتها متاجرا بالدين ممولا للإرهاب داعيا محرضا للتفرقة بين الشعوب وخلق الفتن حتى يتسنى لهم سحب البساط من تحت أقدام من قدموا شهداء في الحروب التي خاضوها ضد إسرائيل وينسفوا كل التجارب والجهود التي أدت للسلام وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية من أجل خدمة نظام خرب بغداد العراق وجوع وشرد دمشق سوريا وجعل من بيروت لبنان متاهة مليئة بالأشباح بعدما كانت تسمى سويسرا الشرق وأهان حضارة صنعاء اليمن، وهكذا وبإسم “القدس عربية”و”فلسطين الأبية” و”اسرائيل العدو الصهيوني” و”أمريكا عدوة الشعوب” ومصطلحات أخرى يتم التخريب والتدمير وإعلان الحروب عبر وكلاء الشيطان في هذه العواصم والضحايا دائما مدنيين أطفال ونساء وشيوخ ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا أحرارا فاستعبدتهم ميليشيات مسلحة كاتمة أصواتهم..

استئنفت المملكة المغربية علاقتها مع إسرائيل في إعلان تضمنه نص الاتفاق الثلاثي والذي” جدد خلاله جلالة الملك محمد السادس موقف المملكة المغربية المتوازن والثابت بخصوص القضية الفلسطينية والموقف المعبر عنه فيما يخص أهمية المحافظة على الطابع الخاص لمدينة القدس بالنسبة للديانات السماوية الثلاث ومكانة صاحب الجلالة كرئيس للجنة القدس..” ، مباشرة بعد هذا الاتفاق جندت دول محور الشر ذبابها. للهجوم على المملكة المغربية للمساس بملكها وأفرادها ووحدتها الترابية عبر إعلام القنوات الفضائية العربية وبعض من الأجراء العملاء على سبيل المثال لا الحصر”خديجة بنقنة” و”حفيظ الدراجي” و”جمال ريان” الذين ملئوا صفحاتهم بالسب والشتم والتشهير في حق كل ما هو مغربي ولم يسلم منهم أحدا، ولا أحد حرك ساكنا ودائما باسم العروبة والاسلام.

الان الضحايا بالألف بين الجانبين وكمغاربة ننبذ العنف والتطرف من كلا الجانبين ومن كان يشجع على ذلك نقول له تفضل تدخل أوقف هذا الفساد وسنصفق لك وبحرارة لكن هذا مستحيل لقد رأينا نفاقكم ..فالدعوة إلى السلم والسلام لم تكن يوما ضعفا وإنما قوة وحكمة ، {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } ،  ختاما سنبقى على العهد مع قيمنا التي تربينا عليها وورثناها عن أجدادنا ، القيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة خصوصا الدينية والوطنية والتضامنية

“وبإسم العروبة والاسلام نراكم “

x

Check Also

حزب “أغراس ..أغراس” و ملف 7000محفظة مدرسية

على مسؤوليتي أرسل  الحزب الذي يصف نفسه “بأغراس أغراس” 7000محفظة مدرسية إلى ...