متابعة
“لو لم يكن هناك احتلال لاحترفت كرة القدم” هذه الجملة ربما التي تلخص حلم الفلسطينية عهد التميمي (16عاما) التي استيقظت منذ بواكير طفولتها على مشاهد جنود الاحتلال وهم يقمعون أبناء قريتها “النبي صالح” المحاطة بالمستوطنات.
اقتحم عشرات الجنود منزلها في القرية الواقعة غربي مدينة رام الله واقتادوها لمركز تحقيق في تجمع مستوطنات بنيامين شرقي رام الله، وعندما ذهبت أمها ناريمان لمرافقتها كون ابنتها قاصرا تم اعتقالها هي الأخرى، وقررت محكمة عسكرية إسرائيلية تمديد اعتقالهما عشرة أيام بتهم مقاومة جنود الاحتلال.
أحلام الفتاة الشقراء صغيرة كعمرها الوردي، تحلم بأن تزور شاطئ البحر الذي تشاهده بأم عينيها من قريتها وتقول في فيديو يختصر حكايتها إنه يبعد عن البحر الأبيض المتوسط مسافة نصف ساعة بالسيارة.
وتحلم أيضا بأن تزور مدينة نيويورك الأميركية حتى تتحدى الرئيس دونالد ترمب في عقر داره، بعد أن اعتبر القدس عاصمة إسرائيل ، وأحلامها بأن تسافر دون مضايقات، وألا يتم توقيفها وأفراد عائلتها لساعات على الحواجز الإسرائيلية كلما خرجوا من قريتهم، وحلمها الأكبر أن تستيقظ يوما على فلسطين بلا احتلال ولا مستوطنين اعتادوا أن يحضروا لعين الماء في قريتهم لسرقة الماء منها، تماما كما سرقوا منهم وطنا اسمه فلسطين.

عائلة التميمي
عهد التميمي باتت توصف بأنها “أيقونة المقاومة الشعبية في فلسطين” فهي لا تستخدم أكثر من يديها في دفع الجنود، وقبضتها ترفع في وجوههم، وبات الكثيرون منهم يعرفونها، وتحتفظ في منزلها بمئات القنابل المسيلة للدموع والصوتية وغيرها من أدوات القمع التي يتفنن الاحتلال في استخدامها ضد المتظاهرين السلميين ، وعهد ابنة عائلة مقاومة بامتياز، والدها باسم التميمي اعتقل أكثر من عشر مرات منذ انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه خمسة أعوام، ووالدتها ناريمان التميمي اعتقلت ثلاث مرات، وشقيقها الأصغر محمد صاحب الصور الشهيرة التي يظهر فيها جندي إسرائيلي يجلس على رقبته قبل أن تتمكن العائلة من تخليصه.
يمكن وصف عائلة عهد بأنها “عائلة فلسطينية طبيعية” تختصر قصة بقية العائلات، فهي تمتهن المقاومة الشعبية ضد الاستيطان، وفيها الأسرى الذين اعتادوا الاعتقال، ولديهم قصص محزنة لشقيقة الأب التي استشهدت عام 1992 بعد أن قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن نجلها، لتسقط مغشيا عليها، وتنقل للعناية الحثيثة وتفارق الحياة بعدها بأيام.

عهد عندما كانت صغيرة