إرهاق السفر .اخد مني مأخده … .لم أنم . ولم استحم واحس بملابسي اثقل علي من وزنها …
للحظة فرضت على مصاحبي الاربع في المقطورة الاستماع إلى “السوسدي “وخالدات لمشاهب”. رجلان “يدندنان” معي اغاني جيلي .بينما صغيرات جميلات ثلات جالسات قرب الاب وهن غارقات في عالم الفايس او هكدا يخيل لي ..
في المحطة الاولى، نزل الآخرون وظل الاب واميراته معي في المقطورة الطريق طويلة ولا تقصر الا بالحديث….”اشراق اومغار ” انتزعت بكالوريا علمية SMبمعدل حسن مما يخولها مدرسة كبيرة ..لحد الساعة الامر عادي .
اشراق ولبرهة تسرق عينيها من حسابي الفايسبوكي تغريدتي الأخيرة حول رواية “ارض السافلين” ودون احساس منها، يشع ذاك النور الذي يعرفه فقط “حمقى ” القراءة “.انا ابحث عن هذا الكتاب .”.قالت
وهل تعرفينه ؟
“نعم وقرأت سابقه الانتخريستوس .. لم يعجبني!!!
كيف تقرئين هدا وانت علمية؟
قرأت الكثير ولكني مغرمة بكافكا ..
ماذا؟اتعرفين كافكا؟
نعم وتعجبني افكاره الفلسفية ،وقرأت لكابريل ماركيز .ولاليف سافاك. وتلستوي. وقرأت في قلبي انثى عبرية. وووو..
وكلما سالتها عن رواية او كتاب وجدتها على إطلاع…
لم تكن دهشتي من مجرد قراءتها الواسعة وهي الصغيرة ، بل من قدرتها على التمحيص بين الرث منها ..لها نفس معايير الاختيار التي عندي انا” الشيخ” وهي الطفلة..لكم ان تعرفوا او لا تعرفوا لا يهمني هههه مدى فرحتي وانا اجد عاشقة للادب. تحدثنا حول الفكر وحول العلوم الشرعية وحول الاداب العالمي …وكلما نظرت إليها وجدت ذاك الهيام بالأدب في اسمى تجلياته …
رايت مشروع أديبة لا ينقصها الا صقل وتوجيه .كانت فرحة بالحديث معي .
ولكنها لم تشعر أن فرحني انا كانت تضاعف فرحتها ….يبدو انه ورغم التمييع ورغم برامج التعليم الرديئة ورغم التقليل من قيمة الادب أمام المواد العلمية . .ينبري من وسط الظلمة نور جميل لعشاق الفن الجميل.
ولحظتها احس انا بسعادة تنسينا غمة السفر وما جاء معه ….
يا صغيرتي ..انت الان قريبة مني .