محمد أومشضان
على إثر الوقفة الإضرابية التي قام بها مستخدمو النادي الطنجاوي للرماية ، المنضوين تحت نقابة الإتحاد الوطني لعمال المغرب ، يوم السبت 11 غشت 2018 ، توالت علي رسائل عدة من الأصدقاء و المعارف و العائلة من بينهم أساتذة و صحفيين و فنانين … جميعها تستفسر عن النتائج التي جاءت بها الاضرابات السابقة أو عن المراحل التي قطعناها منذ آخر إضراب يوم الأحد 6 ماي 2018 مرورا بإضراب يوم السبت 4 غشت 2018… ما أستطيع قوله ، بكل أسف ، أننا قد أضعنا وقتا طويلا في سبيل تحقيق شيء بسيط هو جعل الإدارة في شخص مديرها العام السيد عبد القادر و مديرة مواردها البشرية السيدة سهام ، تتواضع و تجلس معنا في طاولة واحدة لتدارس المشاكل الــــــــــــــتي يتخبط فيها نادي الرماية و البحث عن الحلول الواقعية لها .
و في سبيل ذلك راسلنا السيد مفتش الشغل مرتين على أمل إستدعاء ممثل الشركة المعنية للجلوس على طاولة الحوار ، دون أن تكون لاستدعاءات مفتش الشغل آذان صاغية ، ثم كررنا نفس العملية عبر مراسلة السيد والي جهة طنجة تطوان مرتين أيضا ، لنلقى نفس النتيجة ، إذ بقي كرسي ممثل نادي الرماية شاغرا و لمرتين رغم حضور السيد مفتش الشغل و السيد باشا اكزناية للاجتماع في باشوية اكزناية ، تلبية لاستدعاء السيد الوالي …
كل ذلك جعلنا نتساءل من فوق السلطة و من تحتها في هذا البلد الحبيب ، و هل هناك مراقبة أصلا على الشركات أم أن الأمور مجرد حبر على ورق ، و أن الكثيرين ممن ينبني الأمر عليهم قلما تجدهم قائمين بدورهم الحقيقي من إحقاق الحق و محاربة الفساد في إطار دولة الحق و القانون و ربط المسؤولية بالمحاسبة..
لكن ما جعلني أحس بالضيق و الغضب معا هو رسالة أحد الإخوة الذين اكتووا بنار الحكرة ، بعد التسريح القصري و اللا قانوني لمجموعة من مستخدمي فندق المنزه ، إذ أفضى إلي، و بكل مرارة، أن التطبيل، و يقصد به المطالبة بالحق عن طريق الإضراب ، ما عاد يعطي أي نتائج غير الطرد التعسفي… لكن بعد شهور من النضال ما هي النتائج المحصل عليها ؟.
خلال هذه المدة إستطعنا استعادة بعض الحقوق ، نعم بعض الحقوق الأولية التي تعطيها مدونة الشغل لا الأمور الزائدة على الحقوق كالحوافز و المكتسبات و الإمتيازات و التي يمكن إجمالها كالتالي :
1 -لأول مرة في تاريخ نادي الرماية ، التعويض عن بعض الساعات الإضافية التي لم يستفد منها إلا البعض ، خصوصا الفوج الصباحي الذي يتواجد في النادي من الساعة 9 إلى الساعة 18 . كما أن الذين استفادوا من التعويض حرموا مـــــــــــــــــــــــــــن الزيادة المائوية القانونية أي + 50 % ..
2 – لأول مرة في تاريخ الرماية ، ربط الإجازة السنوية بمدة الاشتغال مع إضافة يوم و نصف عن كل 5 سنوات من العمل ، دون إعطاء أي حل بخصوص ما مر من الأعوام ..
3 – لأول مرة في تاريخ الرماية ، يضاف ختم على ورقة الأجور ..
4 – إرجاء وجبة غذاء المستخدمين بعد أن تم إيقافها فــــــــــــــــــي عهد مديرة الموارد البشرية الجديدة .
5 – إرجاع الترخيص لتأدية صلاة الجمعة قبل الالتحاق بالنادي ، بالنسبة لمستخدمي دورية 2 بعد الزوال / نهاية العمل، الذي تم إيقافه في عهد مديرة الموارد البشرية الجديدة .
إن هذه المكتسبات تعتبر ظفرا تاريخيا رغم هزالتها ، في بيئة ما تزال تعيش عهد الإقطاع أو عصر ما قبل الإستقلال تحت هيمنة سلطة السيبة و حسابات التبركيك و سياسة فرق تسد ، حيث يعتبر السيد / رب العمل هو الحاكم المطلق بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
لكن إذا كان ما سبق ذكره يعتبر مجرد فتات ، فماذا بقي من الحقوق يستحق المطالبة ؟ لن أكون مبالغا إن قلت أن الكثير من بنود مدونة الشغل قد عجزت عن إختراق الحاجز الحديدي الذي يفرضه مبدأ العرف الذي تدين به الإدارة كحق مكتسب لها ، لذلك ما فتئنا نطالب برفع الخروقات القانونية بموازاة مع المطالبة بالإستفادة من مكتسبات مدونة الشغل ، و حتى لا أطيل أذكر ما يلي على سبيل المثال لا الحصر :
1- إيقاف كل أشكال محاربة العمل النقابي المتمثل في طرد الكاتب العام و ترهيب الأعضاء و تهديدهم والتحجير نفسيا عليهم و حثهم على الانسحاب سواء بدعوى عدم قانونية النقابة أو التذكير بالانتساب إلى العائلة أو بالتطميع بالمال أو الوعود .. و إحضار عمال خارجيين للاشتغال أيام الإضراب أو إحضار الأعوان القضائيين .
2- إيقاف جميع أشكال الظلم و الاستهداف و الترهيب و التهديد و الحجر النفسي و الشطط في استعمال السلطة .
3- إيقاف كل التجاوزات و الاقتطاعات اللاقانونية كخصم أجرة نصف يوم عن كل تأخر بخمس دقائق ، وخصم أجرة يوم كامل عن كل تأخر بخمسة عشر دقيقة ، و اقتطاع مبلغ 100 درهم للشهر عن كل تأخر في سحب ورقة بيان الأجرة قبل اليوم الخامس من الشهر ، و كتخفيض مبلغ 500 درهم زائد نسبة الأقدمية من خالص رواتب بعض المستخدمين . مع المطالبة بتعويض كل تلك الاقتطاعات .