عندما أرسل لي أستاذي “علي زهير” ،مند يومين، تسجيلا صوتيا لمصطفى .. .لم أستطع ان اسمع منه سوى ثانيتين لأغلقه ضعفا عن قدرتي على إكمال الإنصات إلى آلامه في محنة مرضه … اليوم وبعد وصول نعيه عادت بي الذاكرة(وسط بحر آلام فقدانه) إلى سنة 1991 وإلى تلك الرحلة الصحفية التي خضناها ثلاتنا :مصطفى .علي والاصغر يومها أنا ،إلى ديار “الليغا ” حيث كان الأسطورة “عبد الله مالقا” يومها مدرب للنادي الاندلسي .. كانت تلك سفرية بين عشرات أو ربما مئات أخرى عشناها سويا صحبة زمرة نخبوية من الاقلام التطاونية الكفأة في بحور التغطيات والندوات واللقاءات الإعلامية الرياضية بالخصوص . ما كان يقربني من مصطفى هو ريادته في التصوير وانا كنت ولا ازال عاشقا للفوتوغرافيا… كان مصطفى عاشقا للصحافة بشكل جنوني ، لا يتوقف عن الكتابة والدعوة لعقد لقاءات وندوات مع جمعيات إعلامية ومنابر وجرائد .. وكانت أبهته وصورته الأنيقة تزيده قيمة بين الإعلاميين في التغطيات الخارجية
أذكر أنه كان اذا ما سمع أو اطلع على كلمة أو جملة فصيحة تحمل بلاغة وسجعا .. ،يصر على اقحامها في مقاله القادم حتى وان لم يكن هناك رابط واضح..كان مصطفى حالة متفردة بين الزملاء في اصراره وتمسكه بالأحلام الجميلة لمهنة صاحبة الجلالة وكان كل مرة يحدثني بشغف عن مشاريع في الأفق من شاكلة إصدار مجلة أو جريدة أو كتاب أو إعادة إحياء الجمعية الأم (التي عدت اول جمعية صحفية رياضية جهوية ببلدنا) أو الانتساب الى هيئات إعلامية دولية .وكان يوسع كتاباته نحو الشق الاجتماعي والسياسي كذلك . وللأسف لم يكن يومها أعلامنا قد عرف طفرة الخواص والمؤسسات المالية الكبرى كما هو الحال الان والا لكان لمصطفى مشروعه الضخم .لم يتوقف نبض مصطفى عند التغطيات بل أشرف على تكوين الصغار وتنظيم دورات وورشات إعلامية. وحظي باعتراف الجميع وبتكريم وتقدير وطني على مساره المتميز…..كنا نتمنى أن يطيل الله في عمره ليستمر في رسم معالم أحلام وردية لمهنة المتاعب. ولكن ما عند الله أفضل. ويوم سافرت الى القاهرة في رحلة إعلامية سألني عنه الصديق الإعلامي المصري محمد الشيخ .كنا نمني النفس بلقاء بتطاون يجمع شلتنا الإعلامية المغربية بالمصرية .ويا له من حلم أصبح اليوم ناقصا ( حتى وان تحقق)رحمك الله عزيزي مصطفى وادخلك فسيح جناته.