الزلازل تقع في أوقات مختلفة من اليوم وليس بالضرورة في ساعات الفجر، فالزلزال الذي ضرب ولاية كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة في 1940 حدث في الساعة 9:36 صباحا، والزلزال الذي ضرب مدينة سان فرانسيسكو في العام 1989 سجل في 5:30 مساءً ، وما يحدث هو أن عددا من الناس يربطون بين وقوع زلازل يتذكرونها وبين توقيت معين يكون في ساعات مبكرة من الصباح، في حين أنهم ينسون زلازل أخرى وقعت في أوقات مغايرة.
قد تنفتح الأرض كثيرا وتبتلع البشر والمباني: قد نشاهد مثل هذه المناظر في الأفلام ونقرأ عنها في الكتب، لكن ذلك ليس ما يقع في الحقيقة، ذلك بأنه إذا انفتح الصدع الناتج عن الزلزال، فإنه لن يكون هناك أي احتكاك بين الصفائح التكتونية، وبالتالي لن يقع أي زلزال ، وما تحدثه الزلازل هو أنواع متعددة من تشوهات للأرض، وهذا يتضمن تشققات وتصدعات قد يسقط فيها الناس والسيارات وأشياء أخرى.
أكثر مكان آمن يُحتمى بها من الزلازل هو مداخل المباني: هذا الأمر يكون صحيحا إذا كان المنزل مبنيا من الطين، ولكن في المنازل الحديثة فإن المداخل ليست بأقوى من باقي مكونات المنزل ، وفي حقيقة الأمر فإنك قد تتأذى على الأرجح إذا اخترت مدخل المنزل، لأن الباب قد يتأرجح بشدة جراء الزلزال ويسقط عليك. وأما في المباني العامة، فإنك قد تضع نفسك في خطر إذا بقيت في مدخلها لأن الناس تسارع للخروج منه، وربما تتعرض للدهس ، الزلازل الضعيفة تسهم في إبعاد الزلازل القوية: يتطلب الأمر 30 زلزالا شدتها 3 درجات على مقياس ريختر لتعادل القوة المنبعثة من زلزال شدته 4 درجات، كما يتطلب الأمر 900 زلزالا شدتها 3 درجات لمعادلة قوة زلزال شدته 5 درجات ، وفي حين أن الزلازل الصغيرة قد تخفف الضغط مؤقتا على خط الصدع، فإنها لا تمنع من وقوع زلزال كبيرو، فالزلازل صارت تحدث بوتيرة أكبر: يقول الباحثون في مجال الزلازل إن التي تبلغ شدتها 7 درجات فما فوق حدثت بوتيرة مستقرة طيلة 100 عام الماضية، ولكنها تراجعت في السنوات القليلة الماضية.
وما يُلاحظ هو أن تزايد عدد مراكز الرصد الزلزالي في العالم، وتطور الوسائل المتاحة لتسجيل حتى الزلازل الصغيرة التي لم يكن بالمقدور تسجيلها في فترات سابقة، هو ما قد يدفع للإحساس بوقوع عدد أكبر من الزلازل في الفترة الحالية ، كل الناس تصاب بالارتباك عند وقوع زلزال قوي: إن الفكرة القائلة بأن الناس بشكل عام دائما ما يصابون بالذعر، ويركضون بجنون أثناء وبعد الزلازل، مما يخلق مواقف أكثر خطورة لهم وللآخرين، هو اعتقاد شائع، فقد أظهرت الأبحاث أن الناس يميلون إلى حماية أنفسهم ومساعدة الآخرين أثناء الزلازل وبعدها، فمعظم الناس لا يرتبكون كثيرا خلال الزلزال ، من المهم التنبيه إلى أن هذا التقرير استند في مضمونه على مواقع هيئة المسح الجيولوجي الأميركية “يو إس جي إس” (USGS)، وجامعة ولاية كاليفورنيا سان ماركوس، فضلا عن الصليب الأحمر في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، وقناة “إن بي سي” (NBC) الأميركية.