أكبر جريمة في القرن 20 إرتكبها المقبور هواري بومدين في حق الشعب المغربي
طنجة اليو ؛ عبد السلام البوسرغيني
كانت عملية الطرد من الجزائر، التي تعرّض لها المواطنون المغاربة سنة 1975، وفي يوم عيد الأضحى، والتي شملت حوالي 350 الف شخصا ، من طرف الرئيس بوخروبة (هواري بومدين) ،جريمة لا تغتفر،لأنها تسبّبت في تفريق أفراد العائلات المتصاهرة بين مواطني البلدين، وفي تشتيت الناس وحرمانهم من المأوى، وتجريدهم من جميع ممتلكاتهم..
كان الرئيس المقبور هواري بومدين، قد أصدر الأمر بطرد المغاربة المقيمين بالجزائر، كرد فعل تجاوزَ كل الأعراف، على المسيرة الخضراء، ظنا منه أن هذه العملية ستُرْبِك السلطات المغربية، وسينتج عن ذلك إفشال المسيرة الخضراء التي كانت قد بدأت الظروف تبشر بنجاحها، لتُؤتي أُكْلها، وبالتالي بنجاح المغرب في تحرير صحرائه من الاستعمار الإسباني ، هكذا طرد الرئيس الجزائري بوخروبة عشرات الآلاف من المغاربة المقيمين بالجزائر سنة 1975 ،. وهم الذين ساهموا بدمائهم و أموالهم إلى جانب الجزائريين في تحرير الجزائر من المحتل الفرنسي .
وأدرك الرئيس الجزائري من أول وهلة خطورة المسيرة الخضراء على المخطَّط المُبيَّت لبسط الهيمنة الجزائرية على المنطقة المغاربية، عن طريق إقامة كيان صحراوي وهمي، ويدل على ذلك ما حكاه صاحب مجلة “نوفيل أوبسيرفاتور”، جان جاك سيرفان شرايبر، الذي كان مجتمعا معه ، وحكى عن ردة الفعل العنيفة التي فقدفيها الرئيس بومدين أعصابه ، لدرجة أنه بدأ يسَبِّ العاهل المغربي جلالة المرحوم الحسن الثاني، بعد سماعه الإعلان عن تنظيم المسيرةالخضراء، كوسيلة لتحرير الصحراء ، يوم 16 أكتوبر 1975 . وستظل مأساة المغاربة المطرودين من الجزائر، في يوم عيد كبير، من أفظع الجرائم التي ارتكبها النظام الجزائري ،بقيادة بوخروبة، ضد المغرب..وبالرغم من ذلك ،فإن المغاربة لا يُثيرونها فقط تجَنُّباً لبث الأحقاد والضغائن بين المواطنين المغاربة وإخوانهم الجزائريين، وليس خوفا من أحد.. لكن التاريخ لايمكن أن يهملها أو ينساها؛ وقد سجلها في صفحاته السوداء التي لا يستطيع أحد أن يمحُوها أو يطمسها..