تهدف إيران من خلال استراتيجيتها لنشر الفوضى في منطقة شمال إفريقيا و نسجها علاقة قوية بالنظام العسكري الجزائري و دعمها لصنيعة المخابرات العسكرية الجزائرية جبهة “البوليساريو” إلى تحقيق التموقع الاستراتيجي في المنطقة عن طريق دعم الكيانات الانفصالية عسكريا ولوجستيا ، ولا تنحصر الوسائل التي تستعملها إيران في زعزعة الاستقرار في شمال وغرب إفريقيا والساحل على دعم الحركات الانفصالية بالسلاح والعتاد اللوجستي والتدريب؛ بل تستخدم أيضا سلاحا لا يقل فتكا. ويتمثل في دعم المنظمات الإرهابية مثل “بوكو حرام” التي تنشط في شمال دولة نيجيريا، واستهداف المناطق المسلمة السنية بنشر العقيدة الشيعية، لا سيما أن عدد المسلمين في غرب إفريقيا يبلغ 280 مليون نسمة.
وينتشر المد الشيعي في غرب إفريقيا بشكل سريع وعلى نحو واسع، ويرجع سبب ذلك إلى أن الشخصية الإفريقية “مَرنة وسهلة الاستجابة، لكونها نشأت في قارة استوعبت كثيرا من المعتقدات الوافدة، وقد فطن الشيعة الرافضة إلى هذه السمة في الشخصية الإفريقية، فانبروا للترويج لمذهبهم”، كما وضح محمدو سيراجو عيسى، سفير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بالنيجر، في ندوة دولية حول “علاقة المغرب بجيرانه في ظل أخطار التوسع الإيراني في شمال وغرب إفريقيا”، نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية بالرباط يوم 25 ماي 2022.وحذر محمدو سيراجو عيسى من خطر المد الشيعي في القارة الإفريقية قائلا: “رغم أن المسلم في غرب إفريقيا سُني العقيدة مَلكي المذهب منذ قرون، فإن التشيع أصبح يتوغل في إفريقيا عامة وفي غربها خاصة، لا سيما في غانا ونيجيريا والسنغال وساحل العاج، وأصبح ظاهرة منتشرة لا تخفى على العين تستدعي القلق .