الشعب المغربي يشارك الأسرة المكلية الشريفة إحتفالها بعيد ميلاد مولاي الحسن
مــــــــــتابعة
ينطوي إحتفال المغاربة بذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية، التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها طيلة أزيد من ثلاثة قرون على القيم والمبادئ، التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، المجسدة في شعار المملكة: ” الله ،الوطن، الملك “، وهي أيضا تشكل حدثا بهيجا، و تعبيرا عن مشاطرة الشعب المغربي قاطبة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها والتعبير في نفس الوقت عن تشبثه بأهداب العرش العلوي المجيد.
والواقع أن لإسم “الحسن” رمزية تاريخية كبرى لدى الأسرة العلوية، التي تعاقب عليها في قيادة الدولة المغربية ملكان عظيمان حملا الاسم ذاته، الحسن الأول، ابن السلطان محمد الرابع، والحسن الثاني ابن الملك محمد الخامس، وقبل 14سنوات خلت ، هلت على المغاربة بشرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ابن الملك محمد السادس.
وقد عرف عن الحسن الأول بأن عرشه كان على صهوة جواده، لكثرة تنقلاته بين أرجاء البلاد، متفقدا أحوالها وأوضاع ساكنتها ، ووصفه المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي بأنه كان “فلتة من فلتات التاريخ”، اعتبارا “لذكائه ورؤيته السياسية ودهائه الدبلوماسي”، فضلا عن جهاده الكبير في مواجهة المطامع الاستعمارية الأجنبية.
أما جلالة المغفور له الحسن الثاني فكان بحق “موحد البلاد”، و”صانع المسيرة الخضراء”، و”باني السدود”، فقد كان له دور كبير في الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي، الذي قاسى منه المحن، وتعرض لحصار قوات سلطات الحماية قبل أن يتم نفيه رفقة والده بطل التحرير، جلالة المغفور له محمد الخامس، كما لعب دورا تاريخيا في بناء وتوطيد دعائم الدولة المغربية الحديثة، بمؤسساتها الدستورية، في ظل التعددية السياسية وحرية الممارسة النقابية.
إن إحياء ذكرى ميلاد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، مناسبة يؤكد فيها المغاربة تعلقهم بالعرش، وتشبثهم باستمراريته في أبعادها التاريخية والدستورية والقانونية، ومناسبة كذلك تتوهج فيها فرحة المغاربة وهم يشاطرون الأسرة الملكية هذا الحدث السعيد .
وفضلاعن ذلك فإن الذكرى السنوية لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن تعكس أروع صورة لتمسك الأمة بمبدأ الوفاء للعرش العلوي المجيد باعتباره ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها، في ظل الجهود، التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، من خلال الأوراش الكبرى المفتوحة اقتصاديا واجتماعيا ، لبناء مغرب الغد على أسس المشروع الملكي الديمقراطي الحداثي.